اعتقد القدماء أن الزلازل تنتج عن أسباب أسطورية مختلفة، فبعض الشعوب تخيلت أن هناك أنواعاً من الحيوانات تحمل الأرض و تبقيها ثابتة في موقعها و أن الأرض تتعرض للاهتزاز عندما تقوم هذه الحيوانات بالتحرك من مكانها، فاليابانيون صوروا هذه الحيوانات على شكل عنكبوت و الإيرانيون على شكل سرطان و المنغوليون على شكل ضفدع، أم العرب فقد اعتقدوا أن الأرض محمولة على قرن ثور و عندما يتعب هذا الثور من حملها يقوم بنقل حمله (الأرض) إلى القرن الآخر فتحدث الزلازل بسبب ذلك، و قد اعتقد فيثاغورث أن الزلازل تنتج عن الحروب بين الموتى.
و ربما يعود التفسير العلمي الأول لأسباب الزلازل إلى العلامة و الفيلسوف ابن سينا حيث عرف الزلزلة بأنها:
"حركة تعرض لجزء من أجزاء الأرض بسبب ما تحته، و لا محالة أن ذلك السبب يعرض له أن يتحرك ثم يحرك ما فوقه، و الجسم الذي يمكن أن يتحرك تحت الأرض و يحرك الأرض إما بخاري دخاني قوي الاندفاع كالرياح و إما جسم مائي سيال و إما جسم هوائي و إما جسم ناري و إما جسم أرضي"
بناءً على نظرية الارتداد المرن Elastic Rebound Theory التي وضعها هاري فلدينغ ريد يمكننا تعريف الزلزال على أنه:
"تكسر و تفلق مفاجئ لكتل و أحجام هائلة في الطبقات الصخرية الأرضية بسبب إجهادها إلى حدود تفوق قابلية تحملها للقوى التكتونية المسلطة عليها داخل الغلاف الصخري؛ حيث تتحرر إثر ذلك طاقة حركية ضخمة جداً تنطلق معظمها على شكل اهتزازات تنتقل بسرعات مختلفة في باطن الأرض و على سطحها؛ مسببة بذلك الكوارث و الدمار للبيئة و الإنسان"
و بشكل عام يمكننا تصنيف الزلازل وفق مسبباتها إلى:
- الزلازل الناتجة عن الحركة النسبية للصفائح التكتونية.
- الزلازل الناتجة عن التصدعات التي تتسبب بها البراكين.
- الزلازل الناتجة عن انهيار سقوف الكهوف و المغارات الكبيرة.
- الزلازل الناتجة عن النشاط البشري (التفجيرات، ملئ و تفريغ السدود، حقن السوائل في بعض أماكن التنقيب أو استخراج النفط،..).
- الزلازل الناتجة عن أسبابٍ غير معروفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق